الجمعة، 12 ديسمبر 2008

سفينة على متن قطار


نعم لا تتعجب ... صادفت الشهر قبل الماضي على متن قطار القاهرة الإسماعيلية

الساعة العاشرة مساءا ... سفينة

... نعم سفينة داخل القطار

أرجوك لا تتهمني بالجنون فأنا في ذلك اليوم قهر تعب العمل جسدي واعتلاه بكل أنواع العناء
ولكنه لم يقهر عقلي أو إدراكي .
أعود بك لموضوع السفينة
إنها تتحرك عكس اتجاه القطار وهى بداخله .. إنها تبحر في غير بحار أو انهار .. إنها تبحر بلا قبطان أو بحار .. لم أجد لها مجدافين ولا شراع
و تسألت من أين لها بالقوة تحركها.. ليس هناك من يقودها أو حتى هواء يدفعها
وظللت كثيرا في الحيرة حتى تملكني اليأس
وازداد الألم في فقرات عنقي ورأسي الممدودة فضولا أتفحصها و أراقبها
وامتطيت جواد لساني وتباريت معها في جدال خاسر
مع أنى امتلك من البلاغة ما لا أظن أنها بقليل
وتكلمت السفينة بكلمات بسيطة اللفظ .. صعبة الاستيعاب
لم افهم منها سوى أنها سفينة الحرية .. تبحث عن الحرية .. تعيش الحرية
وهى بطبيعة الحال حرة وليست بمتحررة
فالمتحررات هن من وهبوا الحرية ..أما هي فترفض أن يهبها أحد حريتها
يا لها من سفينة... من امرأة... من بطلة ...تبحر ضد كل أنواع النوات والتيارات
لها قلب ذهبي لا يصدأ بزمن أو بعوامل تعرية قاسية كعيون الناس وألسنتها
حقا فرحت بها ولها وحين رجعت البيت نظرت لنفسي في المرآة فوجدت أسوار
وقضبان من حولي أنى أبدو كسجين مع أنى معترف أني مغتصب حرية نفسي
وما سلبني أحدا إياها .
وصفى لها وإعجابي أنساني أن اذكر لك أنى اعرفها منذ سنين طويلة
كانت وردة .. زهرة خطفت قلبي بروحها الساحرة
ومن وقتها عشت الأيام بغير قلبي المخطوف ولكن حين رايتها وجدته معها
ولكن هذه المرة خطفت عقلي فأنا أرى الوردة.. الزهرة وقد اكتملت بالأشواك تزين بها عقلها وتحميها من عبث العابثين حولها
ألا تلاحظ أنها ومن غير قصد اعتادت معي لعبة الخطف
وأنا المستسلم لها في كل وقت اسعد افرح ابتهج وكأني الأبله مختل التفكير
كفاني عنها كلام اليوم حتى لا أراك مكاني غدا سجين نفسك ومخطوف القلب
والعقل ليس هذا حرصا منى عليك ولكنى أخشى داء الغيرة من سيطرته على فأجدني لا أتكلم معك ثانية وأنا من لي غيرك نافذة ألقي منها بعض أحزاني.





هناك تعليق واحد: